عملاق الطرب العربي: وديع الصافي

يُعد وديع الصافي مطربًا وملحنًا لبنانيَا، وهو أحد عمالقة الطرب والغناء في العالم العربي حيث لعب دورًا رائدًا في ترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه وفي نشر أغاني اللبنانية وأصبح مدرسةً في الغناء والتلحين، ولهذا سنخصص لكم المقال أدناه للحديث عن هذا الفنان العظيم.

وُلد وديع فرنسيس الصافي في الأول من شهر نوفمبر عام 1921، في قرية نيحا الشوف، وهو النجل الثاني لعائلته التي تتكوّن من 8 أولاد، أبوه هو بشارة جبرائيل فرنسيس، وكان يعمل رقيبًا في الدرك اللبناني، ثمّ نزحت عائلته إلى بيروت عام 1930م، ودخل وديع مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، ولكنّه توقف عن الدراسة بعد مرور ثلاث سنوات من التحاقه في هذه المدرسة؛ وذلك بهدف مساعدة والده في إعالة عائلته.

بدأ مشوار وديع في عالم الطرب العربي منذ اللقاء الأول له مع محمد عبد الوهاب؛ وذلك سنة 1944 حين سافر إلى مصر، وفي سنة 1947 سافر مع فرقة فنية إلى البرازيل، أمضى هنالك ثلاث سنوات، وبعد العودة من البرازيل أطلق أغنية (عاللّوما)، والتي لاقت إعجاب الكثير من المعجبين، وأضحت بمثابة التحية التي يُلقيها اللبنانيون على بعضم البعض، وبذلك كان الصافي أول مطربٍ عربي يغني كلمات أغاني بسيطة باللهجة اللبنانية، وفي أواخر الستينيات عمل مع العديد من الموسيقيين، حيث كان عملًا مشتركًا للنهضة بالأغنية اللبنانية انطلاقًا من أصولها الفولكلورية؛ وكان ذلك عن طريق مهرجانات بعلبك التي جمعت وديع الصافي مع كلّ من وفيلمون وهبي، والأخوين رحباني، وزكي ناصيف، ووليد غلمية، وعفيف رضوان، وتوفيق الباشا، وسامي الصيداوي، وغيرهم.

غادر وديع لبنان في عام 1976م مع بداية الحرب اللبنانية؛ حيث انتقل إلى مصر، ثمَّ توّجه إلى بريطانيا، وفي عام 1978م استقرّ في باريس، وكان أحد المغتربين الذين ينتمون إلى وطنهم ويُدافعون عنه من خلال صوته العذب وأغانيه المفعمة بحب لبنان وطبيعتها وهمومها، ويُذكر انَّ الصافي غنّى للعديد من الشعراء العرب؛ إذ فاقت عدد أغانيه عن ال 5000 أغنية، وامتاز بأداء المواويل والعتابا والميجانا.

توفي وديع الصافي مساء يوم الجمعة الموافق الحادي عشر من شهر تشرين الأول عام 2013م؛ عن عمر يناهز 92 عامًا، إثر وعكة صحية استدعت نقله إلى أحد مستشفيات بيروت حيث ما لبث هنالك إلى أن فارق الحياة.